يوميات سجين - داخل القضبان A Prison Diary

من يوميات سجين

يوميات سجين داخل القضبان

يوميات سجين -  داخل القضبان
يوميات سجين -  داخل القضبان

قصص من داخل أسوار السجن 


رجعت لتوي من قاعة الزيارة لقد كانت اختي في انتظاري طلتها كانت مثل طلت قمر في ليلة شديد السواد، في سياق حديثنا أخبرتني ان الزوار في موقعي الالكتروني شهدة ارتفاع كبير و العائدات المالية كانت محترمة ، اعتقدت ان هذا الخبر سوف يدخل البهجة الى قلبي المحطم فهي تعلم مدى تعلقي بمواقعي الإلكترونية، في الواقع لم يعد يفرحني سواء خبر سراحي من هذا الكابوس ، 

السجن عبارة عن مقبرة جماعية تضم مجموعة من الجثث أحياء يرزقون و السجين ليس أكثر من ميت ينتظر العودة الى الحياة ، 

ما ان يدخل المرء الى هذا المكان و تسلب حريته حتى تتوقف الحياة و يتوقف ما فيها من بهجة و حلاوة الروح و ينقلب الأمل الى حالة مؤقتة من اليأس و الاحباط و تفقد الأحاديث و النقاش عذوبتها و أهميتها، 

لا يمكن ان نختار قدرنا بل نحن نذهب إليه طوقا مرغمين قد نتحمل نتائج اختياراتنا في الحياة لكن لا يمكن ان نختار قدرنا ، و لا يمكن ان نختار بين تلك الثنائيات المضادة ، الفرح و الحزن ، الوفاء و الخيبات و لا حتى بين الحب و الكراهية التي تجعل عشاق الأمس امام المحاكم اليوم ، و يبقى السؤال كيف لنا ان ننجوا من سطوة هذه الأحداث ، كنت أطرح على نفسي هذا السؤال و انا اجلس على حافة السرير كمن يجلس على حافة قدره، 







لا يعرف قيمة الحرية الا من فقدها فالسجين يمكث كامل يومه بين أربع حيطان ، لا يرى فيها غير الابواب المغلقة و الجدران و لا يفعل شيء غير النوم و الاكل و كثرة الكلام ، محروم من رؤية الأحباب و الاصحاب ، غير قادر على السير إلا مسافة قصيرة محددة بأبواب مغلقة و جدران ، لا يسمع الا الأحاديث نفسها حول القضايا و الأحكام و القصص المؤلمة التي يرويها الرجال 
عندما تطول الفرقة بالإنسان يشعر كأنه فصل عن العالم و الناس و نفي عن الأهل إلى أعماق النسيان،
المكوث بين الجدران يولد مشاعر الضيق و نوبات السودايية ممزوجة بالوسوسة و الهذيان، 



كا قبيلة بدائية نجتمع في هذا المساء مجموعة من السجناء في زنزانة واحدة منعزلين عن العالم ، كوني مدون كنت أستمع بإهتمام للقصص المؤلمة و الطريفة التي يرويها السجناء ، هدوء المساء يدفع البعض الى سرد ما عاشه من قصص واقعية و احداث و البعض الآخر يتحدث عن أحلامه الوردية و الآخر يخطط لمستقبله في أيامه المتبقية في هذه الحياة بعد ما نال منها السجن الكثير ، بينما البعض الآخر لا يريد من الحياة سوى زوجة صالحة و أولاد في النهاية هو انسان أخطأ يوما عوقب بالسجن سنوات طِوال ، كنت أستمع للقصص بأهتمام قطعني احدهم بسؤال، حيث قال من الجميل أن نحلم بمستقبل أفضل خارج القضبان و بحياة أسعد و غدا زاهر لكن هل بقى في العمر مكان ؟

أخبرته إن الإنسان بلا هدف هو شخص ضائع حتى وان كان محاط بالقضبان ، و لا يوجد شيء اسمه وقت متأخر ولا عمر محدد كي تبدأ في الاحلام ،

إقرأ أيضاً :
كلمات كتبت من داخل السجون _ رواية من مذكرات سجين الحب
من يوميات سجين - قصة سجين A Prison Diary
من مذكرات سجين _ معاناة العائلة و تعاطف الناس Diaries of a prisoner
الكلاب لا تفعلها وانت تعضين اليد التي مُدت لكِ؟ قصة و عبرة
رسالة من صديقي في السجن - رسالة من خلف القضبان







أحدث أقدم